فكرة انتحار بقلم/سيدة خضر

 استيقظت من نومي مصابة بكل أنواع الألم،  ذهبت لأرتشف كوبًا من قهوتي اللاذعة التي لاطالما أيقظتني ساعاتٍ بغير رغبةٍ مني،  وجلستُ في زاوية آلامي أخطُ فيها رسالة انتحاري،  لا تتعجبوا نعم أنا تلك التي تؤمن بربها ولا تهاب البشر،  لكنهم كسروني وأجبروني على خسران دنياي ولم يكفيهم،  ها أنا الآن هموم الكون تجمعت داخلي حتى وصلت عُنقي وأقسمت بقتلي،  صفعات الخذلان التي تلقيتها منكم كانت كافية لتسقطني في الهاوية،  أكره جدران منزلي التي شهدت على كُل دموعي،  شهدت على ضعفي ووجعي،  وأيضًا شهدت على من كانوا أسبابًا في انتكاسي،  ها هم كلهم حولي لكنهم أجساد بلا أرواح،  يجرحوني ولا يتركوني لأضمد جراحي،  يعشقون رؤيتي كلمى وجُرحي مُلتهب،  فلو كانوا بشر لشعروا بي ولو ثانية،  لكنهم رأوني سراب فودوا تحطيم أحلامي،  وصنعوا مني شخصًا هَشًّا مُصابًا برهبة البشر حتى لو خيرين،  فمرارة الخذلان لا يشعرها سوى شخصٌ تجرعه ليل صباح،  حكم البشرُ عليا بالموت حية والعذاب ميتة،  رفقًا بأحلام أبنائكم حتى لا يُقتلوا وهم بينكم،  احترموا خصوصيتهم،  ضموهم لصدوركم وأروهم أن الحياة في انتظارهم،  وها أنا أصنع من الحبل مشنقتي لكن تلوح آخرتي أمامي،  فأتراجع بفزعٍ وهلع،  استغفر ربي وأتناول حباتي المنومة التي أدمنتها،  وأخيرًا سأنام بعد عناء يومٍ قُتِلتُ فيه ألف مرة.  

 الكاتبة/سيدة خضر رمضان 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الكاتبة رنا حسام

الكاتبة مريم منصور

معركة القلب والعقل