الذل بقلم/أميرة كيشار

أحبته، وقدمت فؤادها له وقالت الروح معه قد إستكانت، فماذا فعل بالمقابل؟ يرى حبها له بهذه السرعة ماهو إلا لعب وتسيلة، هو لا يحبها ولكن كانت له متعة وتسيلة، هي عفيفة الفؤاد، طيبة الروح، فلا تعلم ماهي ألاعيب هذا الخبيث، أوقعها في شباك الحب بالإهتمام والوعود، أراد أن يذلها ويكسر ذاك الحب الذي تراه هي رابطً قويً بينهما وأن الحب يدوم ولا قوة تفرق الأحبة، ذلها بكلماته الجارحة كالخناجر، أراد أن يستعمر قلبها ويحتلها ويبيد كل ذرة حب بداخل مملكة فؤادها، تلك المملكة التي حطم هو حصونها وسمحت هي بدلوفه إليها، أراد أن يذل كرامتها ويجرح كبريائها ويهين ذاك الحب الطاهر بين ثنايا ضلوعها، هو ذئب بشري وقد وجد فريسة سهلة فأراد إلتهامها، ليتركها ممزقة الروح مدمرة القلب، يسرق منها حياتها الهادئة وبراءة الطفولة في عينيها، ليتركها أنثى مدمرة مذلولة قد ذاقت مرارة الذل في حبها له، ظنت في البداية أن كل شيء مسموح به ف الحب وأنها ستعافر لتصون حبها فتهاونت، كانت تقول لا ذل في الحب حتى جرح كبرياء أنوثتها، فأصبحت مدمرة تمامًا، قطة مذلولة تئن من الألآم خدعت من ذئب بشري فصارت تكره كل معاشر الرجال، أرادت أن تهين كرامته فما للرجل غير كرامته وكبريائه، فطعنته في رجولته فكيف لرجل أن يستحمل هذه الطعنات؟ قالت: لست التي ستبكي وتندب حظها قبل أن أذيقك من نفس كأس الذل الذي جرحت به نضارة فؤادي، فبوقفها هكذا قد ثار ولم يستطع الحراك، فكيف تقف الآن وقد دمرت قلبها إلى أشلاء؟ فأراد الرجوع إليها معتذرًا، فطعنته قائلةً: لا أعود إلى من  يمشي وراء العظم إذا رمت لها، لا أعود لمن لا يكون من ضمن معاشر الرجال، فطعنت رجولته وذاق مرارة الذل ودعس الكبرياء، حينها قالت الآن تسكن قليلًا نار إنتقامي. 

أميرة كيشار حفيدة عائشة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الكاتبة رنا حسام

الكاتبة مريم منصور

معركة القلب والعقل