أسيرة الماضي

 أتذكر عندما كُنتُ صغيرة، كُنتُ أستيقظ مِن النوم علىٰ صوت شِجار أبي وأمي، بالرغم أنّي لم أكن أعلم سبب هذا الشجار؛ لأن عمري حينئذ لم يتجاوز السادسة، لكني كُنتُ أبكي خوفًا، وبتُّ أخاف مِن النوم خشية أن يتشاجر أبي وأمي مرة أخرىٰ؛ لِأنهم دائمًا يتشاجرون وأنا نائمة حتـىٰ لا أسمعهم؛ فأشعر بالزعر، لـكن ما لا يعلمونه أنّـي كُنتُ أسمعهم جيدًا، وكُنتُ أبكي وأُحاول أن أخفض مِن صوتي بقدر المستطاع حتـىٰ لا يسمعوه، كُنتُ أضع الوسادة علـىٰ رأسي حتـى لا أسمعهم، لكـن صوت شِجارهم كـان أقـوي مِن أن تمنعه تِلك الوسادة، مرت الأيام والشهور والسنين، حتـى بلغت العاشرة مِن العمر، لكـن أصبح بداخـلي عقدة، لا أقدر على التخلص منها

نعم، إنه شِجار أبي وأمي الذي لا أزال أسمعه في أُذني رغم أنه قد مر عليه حتـى الآن أربع سنوات!

آسيرة_الماضي 

بقلم/مريم حمادة

مبادرة_غسق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الكاتبة رنا حسام

الكاتبة مريم منصور

معركة القلب والعقل