وجوب التأني
أيها الفتى، أيتها الفتاة، إسمعوني فضلاً، من حق كل شاب وشابة أن يكوِّنا بيتًا صغيرًا صالحًا لكي يُعمرا أُسرة صغيرة صالحة هادئة تنعم بالسلام والسلم والهدوء الداخلي، فعليكُما أن تُنصتا لقولي هذا، عزيزي الشاب قبل أن تُفكر في الزواج من فتاة أحلامك تحلَّى بالصبر قليلاً، كن سويًّا، أرفِق بها كما وصاك النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، فكِّر في أبنائك التي لم تُنجبهم بعد قبل إختيار شريكة حياتك، إختارها تُناسبك وتشبهك في الطِباع والتفاصيل، لا تختارها إلاّ إذا شعرت أنها من خُلقت من ضلعك يا إبن آدم، عزيزتي الفتاة، لماذا تنظري للزواج بتلك النظرة الحمقاء؟، فالرجل ليس بالجنّي النائم في مصباح علاء الدين منتظراً منكِ إيقاظه كي يحقق لكِ أُمنياتك، الله خلقكِ من ضلعه يا إبنة حواء، خلقكِ كي تُجملّي له حياته بقلبك الطيب الحنون لم يخلقكِ كي تُحقَّري وتُقلّلي من شأنه فهو يتميز عنكِ بقوامته، فكما تطلبين وصية النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم بالرفق بكِ فكوني أيضاً رحيمةٌ به، لا تعوِّضي ما ينقُصك في إستغلاله، الله خلقكُم وجعل بينكُم مودةً ورحمة،لا داعي للصُراخ والغضب في وجه الآخر، وإن لم تتفقوا فعليكُما بالطلاق فإن أبغض الحلال عند الله الطلاق، لا داعي لأن تُنجبا طفلاً بريئًا ذو وجه ملائكي لا يعرف أي شئ عن الدنيا والحياة سوى الحُب والمودة والرحمة ولين القلب والحنان، لايُريد منكُما غير الشعور بالدفئ والطمأنينة، فلا ذنب له بأن يكبُر بين صُراخكما المتواصل وبغضكما لبعضكم بعضًا، لا ذنب له بأن يكبُر ويُصبح مُشتتًا غير سويًّا يحمل من الآلام والأوجاع والأفكار المعقدة ما يجعله عابس الوجه والقلب، لا تجعلوه يُثمر العدوانية التي زرعتموها فيه بأيديكم في شبابكُما ثم تلوموه عندما تشيخوا فهذا من صُنع تربيتكُم، لا ذنب له بما تزرعا ولا جُرم عليه فيما تحصُدا، فنحن البشر نُخلق بروحٍ طاهرة خالية من السواد الدُنيوي، رفقاً بأطفالكُم أعزائي
بقلم/ناريمان فوزي عبدالله
مبادرة_غسق
تعليقات
إرسال تعليق